صوره بعام ١٩٤٩م ، وقد قمت بتلوينها ورفع جودتها الى دقة HD ..
وهي لمجموعة رجال من قبيلة المناهيل بعدسة ويلفرد ثيسيجر في منطقة فغمه بشرق وادي حضرموت ..
وفي البداية فقد ذكر كتاب ادام القوت ص١٠١٣ نقلا عن الحكاية من كتاب الجوهر (ص ١٢٥) :-
قال ان منطقة فغمه يسكنها جماعة من ذرية السيد محمد بن علي مولى الدويلة ، وآل بلحتيش من قبيلة آل تميم.
وقال كما يقع في جنوب فغمه وادي يبحر ، حيث كان هذا الوادي موضعا للصوص وقطاع الطرق ..
وللفائده التاريخيه فقد جاء في الحكاية ص ١٢٧:-
بأن لآل محرم وهم بطن من آل كثير ، لهم حصنا قريبا من وادي يبحر ..
كما جاء في الحكاية ص١٣٣ :-
ذكر بأن مولى الدويلة تسابق مع محمد بن أحمد النهدي ، فسبقه مع أنه على حمار والنهدي على فرس ....
👆👆👆👆👆👆👆
( وللامانه اخواني المتابعين ، فأنا حقيقة لم اصدق ما ذكر في الحكايه ، وكيف لحمار أن يسبق حصان 🤔) ..
كما قال صاحب الحكايه :
قال وقريبآ من منطقة يبحر تقع بلدة تنعه ، وهي من قدامى البلدان ...
وحوالي بلدة تنعه مكان يقال له السبعة الوديان ، ثمّ بلدة شقير وفيها ديار آل مولى الدويلة ، ثمّ حصن ابن كوب التميمي ولا يزال به ناس منهم إلى اليوم ...
وقبل قرية فغمه إلى إتجاه الغرب ، تقع قرية السوم وقال عنها صاحب كتاب ادام القوت (ص ١٠١٢) :-
قال وكان فيها نخل كثير مثمر ، حتى لقد كان ما يدخل على المقدم أحمد بن عبد الله بن يماني من مغلّه وجبايته أكثر من ألفي بهار ، وكان أكثر تمر حضرموت من ذلك الجانب ، لكن السيول اجتاحت ذلك النخل ولم يبق منه إلا القليل ، وشر ذلك من أخدود النّقرة ..
وحوالي قرية السوم ، توجد أودية كثيرة ، منها وادي سخورة ، ثم وادي عرده وهو واد تنهر إليه السيول من جبال بعيدة وبينه وبين السوم موضع يقال له مكينون وبه آثار قديمة ، ثم وادي شطب ومشاطر ، ثم عصم وهو منزل ينزل به زوار زيارة نبي الله هود عليه السلام ، وفيه آل سعد من آل تميم ، وفي شماله يقع وادي عصم ، ثم العصيه لآل تميم ، ووادي عنحي ...
كما ذكر المؤرخ البكري عن منطقة مكينون في كتابه تاريخ حضرموت السياسي (ج١ /ص ٥٦ ص٥٧):-
قال وتقع أطلال مكينون او مكنون ، على مقربة من منطقة السوم ، ولا زالت بقايا الأبنية القديمة قائمة فيها ، ويتصل بهذه الخرائب مكان متسع كانت مقبرة لذلك الحي ، والقبور فيها طويلة مما يدل على أن أصحابها كانوا عماليق ، وقد رصفت الأحجار على تلك القبور بشكل دوائر ، وبقرب وادي سخورة فوق الصخور على ارتفاع ٣٠٠ قدم تقوم قلعة ثوبه أو ثوبى ، ولا زالت حيطانها حافظة شكلها بالرغم من سقوطها وتراكمها بعضها على بعض ، كما توجد حصون كثيرة واستحكامات متهدّمة في ثوبه وقارة العر ، وهذا يدل على أن هذا الإقليم كان منطقة حربية لحماية حدود المملكة ، ( ويقصد مملكة حضرموت).
---------------- انتهى--------
وبعد قرية فغمه الى الاتجاه الشرقي ، تنحدر الى برهوت.
واسم برهوت هو اسم لهضبة تقع أسفل وادي ابن راشد (وادي حضرموت) وبه مزارع وسكان ، وبه مغارة برهوت ، ويرجح المؤرخ عبد القادر الصبان رحمه الله تسمية برهوت إلى قبيلة البراهيت من حمير ..
وقبيلة البراهيت التي ذكرها المؤرخ الصبان ، جاء ذكر رجالها في كتاب ابن سعد (ج١ / ص٣٥٠) ، حيث قال :-
ومنهم كليب بن سعد البرهوتي ، الذي وفد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنشد قصيدة ، منها ـ كما عند ابن سعد (ج١ / ص٣٥٠) والسيوطي وغيرهم ...
ونص الخبر عند ابن سعد في كتاب طبقاته الكبرى (ج١ /ص ٣٥٠) :-
قال : أخبرنا هشام بن محمد ، قال : حدثني عمرو بن المهاجر سنان ، قال : كانت امرأة من حضرموت من تنعه يقال لها تهناة بنت كليب ، صنعت لرسول الله كسوة ثم دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت انطلق بهذه الكسوة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأتاه بها وأسلم ، فدعى له ، فقال رجل من ولده يعرّض بناس من قومه :
لقد مسح الرسول أبا أبينا
ولم يمسح وجوه بني بحير
شبابهم وشيبهم سواء
فهم في اللؤم أسنان الحمير ...
وقال كليب حينما أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
من وشز برهوت تهوي بي عذافرة
إليك يا خير من يحفى وينتعل
تجوب بي صفصفا غبرا مناهله
تزداد عفوا إذا ما كلّت الإبل
شهرين أعملتها نصا على وجل
أرجو بذاك ثواب الله يا رجل
أنت النبي الذي كنا نخبّره
وبشرتنا بك التوراة والرسل ..
وها هنا وقفة عند قوله : (وبشرتنا بك التوراة) ، مما يدلنا على وجود للديانة اليهودية بحضرموت قبل مجيء الإسلام ... (...... والله أعلم واجل........)
وفي الأحاديث تصريح بأن برهوت هو إسم للوادي واسم للبئر ، لكن لا وجود للبئر اليوم ، إنما هي مغارة أشبه بكهف ..
كما جاء في كتاب الأصنام للكلبي ( ص ٥٠ ) ، قال :-
(ويقال : أمرع من نوذ ، وأجدب من برهوت ، وبرهوت واد بحضرموت ، بقرب قرية يقال لها : تنعة) ...
كما ذكرا المستشرقين الذان دخلا برهوت ، وهما الهولندي فان درميولين وقد طبعت رحلته ، والنمساوي فان وايزمان .. وحاصل ما قالاه عن برهوت ، كان كالاتي:-
أن هذه المغارة تقع على ارتفاع ٣٠٠ قدم من سفح الجبل ، ولها طريق معبد نقر في الصخر ، وكانت الجمال تسير عليه لجلب السماد من فضلات الخفافيش.
وتتشعب هذه المغارة إلى شعب ، كما أن في أقصاها منحدرا.
واستنتجا ، أن برهوت عباره عن كهف جيري ليس به أثر بركاني ، وأن الروائح الخبيثة ليست من الكبريت بل من تحول الصخور وبول الخفافيش ، وأن الحرارة ليست من عامل بركاني ولكن من أثر الحرارة الخارجية ...
وفي الختام ، فبعد برهوت على مسافة تقدر مشيآ ع الاقدام بعشرين ساعة ، من سنا إلى جهة الشرق قرية يقال لها طبوقم ولا يقيم بها السكان إلّا ريثما يزرعون ويحصدون.
وقبيلها يقع موضع سد سنا ، وهو سد قديم كانت تصب إليه سيول الأمطار النازلة من نجد المناهيل ثم تذهب إلى بلاد المهرة. وقد كانت المنطقة الواقعة بين قبر هود عليه السلام ووادي سنا من أخصب البقاع في حضرموت ، ومن أكثرها خيرات وأوفرها غلّات ، ولكن حينما تهدم هذا السد الذي كان قائما في شمال وادي سنا فيما يرجع إلى ما قبل الإسلام ، أجدبت تلك المنطقة وأجدب معها كل الوادي إلى المهرة ، كما جاء في كتاب المقحفي (ج١ / ص٨١٤).
والله الموفق للصواب ...
بحث وتحقيق كتبه محمد بن عمر الجابري🖊mo
باحث في تاريخ قرى حضرموت
جميع حقوق الباحث محفوظه وعرضه للمسائله القانونيه
قناتنا على التيليقرام
إرسال تعليق