صوره_مرسله من الاخ محمد عمار بارشيد ...
وذكر المرسل ان الصوره في قرابة الستينات وكانت اثناء القاء زامل لقبيلة آل بارشيد النوحية الحضرمية في لبنة بارشيد برؤوس وادي دوعن.
وجاء في كتاب المؤلف علي بن محمد بن عبدالله باخيل النوّحي الذي ألف كتابا يتحدث فيه عن أسر وعوائل وقبائل حضرموت وإسم كتابه (ادراك الفوت في انساب قبائل حضرموت) وقال عن قبيلة نوًح الاتي :-
نـــــــــوًح هي إحدى قبائل البادية المهمة في حضرموت ، من حمير ، وذكر صاحب القاموس المحيط : نوح (كبقم) قبيلة في نواحي حجر
(الفيروزبادي ج ٢ ص٢٤٣ ) .
ولا يستبعد أن يكون لهذه القبيلة علاقة بالشاعر الحميري علقمة بن أسلم الجدني والملقب بـ الّنواحة لكثرة مراثيه في حمير
(كتاب الاكليل ج٢ص٢٤٧)
وهو من قبيلة ذي جدن من حمير ، ويؤكد ذلك عدد من المعطيات هي :
١)-أن بني ذي جـــــــدن هم بنو الحارث بن زيد بن الغوث بن سعد بن
عــــوف (الاكليل ج ٢ ص ٢٧٢) وهم بذلك أبناء عمومة سيبان من أسلم بن زيد بن الغوث بن سعد ولازالت نوًح أقرب القبائل لسيبان بل من النسابة من يعدها منها .
٢)- أن وادي حجر الموطن الحالي لقبيلة نوح يقع ضمن مساكن القبائل
الحميرية منذ القدم ، إلى جانب أن قبيلة ذي جدن لا تبعد كثيراً عن هذا الوادي ، فقد عدت من قبائل الدولة القتبانية التي ظهرت قبل الميلاد ، وكان مركزها وادي بيحان
(كتاب جواد علي ج ٢ص٢١٨) .
أما مساكن قبيلة نوح الحالية فهي تسكن وادي حجر ، وعالية وادي دوعن الايمن .
وذكرت كتب التاريخ الحضرمي استعانة ابن لبيد النهدي ببني حميش من نوح للغارة على عمر بن مسعود بن يماني من بني حرام بين بور وقارة مسيب شمال حضرموت سنة ٦٥٣ هجريه
(كتاب جواهر الاحقاف ج٢ ص١٠٣) ..
وتظهر هذه الاستعانة بنوح لقوة هذه القبيلة في مواطنها ، ولعل انتقال بعض قبائل نوح نحو عالية دوعن في ذلك الوقت .
قال ، وزعم المؤرخ باحنان في معرض حديثه عن الغارة السالفة الذكر : ونوح بفتح النون وتشديد الواو من العرب الناقلة إلى حضرموت ، قيل من حمير ، وقيل مؤلفون من قبائل من العرب كقبيلة خولان
(كتاب جواهر الاحقاف ج٢ ص١٣١) .
ومع أن الثابت أن نوح من حمير ، فانه إن صح وجود علقة لنوح بقبيلة
خولان ، فلعله يرجع إلى دخول بعض قبائل خولان في نوح ، فقد ذكر ابن المجاور خولان كإحدى قبائل وادي دوعن المهمة
(كتاب ابن المجاور ج٢ص ٢٥٥) .
ومن قبائل نوح آل بارشيد ويسكنون عالية وادي حجر في لبنة والحيسر
ومن قبائل نوح الساكنين عالية وادي دوعن : آل باحميش ، آل باحكيم ، آل بابطين ،المعوس ، آل باصم ، آل باسويد ، آل باجندوح ، آل بصفر ، ومن قبائلها الساكنة وادي حجر
آل باقروان ، آل بارجاش ، آل بافقاس ، آل بادبيان، آل بادبيس ، آل بامساطر ، ويعرفون بآل باصبارة .
ومن قبائل نوح العكابرة ويسكنون وادي العكابرة والجبال المحيطة بالمكلا ..
وقال المؤرخ البكري عن قبيلة نوًح:-
أنها تعد من كبريات قبائل الباديه ، ويتصل نسبها بحمير وهي تتفرع الى افخاذ ، وهم : بافقاس وبارجاش وباقروان والمساعيد وبادويس وبارشيد والصبيحي والجمري وباصم وباحميش وباحكيم والمعوس وبافياض وباشهاب والعكابره وبابطين وبصقر وباجندوح وباسويد وبافنع ، ويسكن كثير منهم في حجر ، وهولاء خاضعون لحكومة القعيطي اليافعي ، وفي المرتفعات الواقعه بين اودية حجر وحموض وقليل منهم في الصدارة
كتاب تاريخ حضرموت السياسي للبكري (ص١٠٥ ص١٠٦) ...
كما ذكر وادي حجر (١) في كتاب التاج وأن أصله : (حجر ذي رعين من حمير ، و حجر الأزد).
وقال : وباليمن موضع يقال له : حجر ، على مسافة عشرة أيّام من زبيد (٢).
-------- توضيح للاصل👆👆:-
(١) حجر ـ بفتح فسكون ـ : واد عظيم في ساحل حضرموت ، على بعد خمسين كيلومترا غرب المكلا ، يمتد من يبعث وميفع شمالا إلى الساحل جنوبا ، بطول (٢٠٠ كم) تقريبا ، ثم يصب في البحر بالقرب من رأس الكلب ، وتوجد على امتداده قرى بها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. ويعتبر من أخصب المناطق في حضرموت وأكثرها ماء ، وفيه بعض عيون الماء الحار ، وأغلب سكانه من نوّح وحضرموت القبيلة ، وحالكة ومراشدة وخامعة ، وجماعة من العلويين.
(٢) زبيد هي : البلدة المشهورة ، وصنّف في تاريخها مصنّفات ، وأجودها لابن الديبع الشّيبانيّ ، ومن أجمل ما كتب عنها : الكتاب المسمّى : (زبيد مساجدها ومدارسها العلميّة في التّاريخ) للأستاذ الفاضل عبد الرحمن عبد الله الحضرمي (١٩٣٣م ـ ١٩٩٣ م) رحمه الله ، وصدر عن المركز الفرنسي للدراسات اليمنيّة بصنعاء في(٢٠٠٠م).
كتاب إدام الفوت في ذكر قبائل حضرموت (ص٩٢)
------------------------------------
وقال ابن عبيدلاه (ص٩٣) :-
وكانت الواقعة بالذّنائب (١) ، وهي على مقربة من زبيد.
ولعلّ هذه الواقعة هي التي كثرت على هلكاها الندبة ولا أدري أحجر هذه بضمّ الحاء أم بفتحها؟ ولكن كتاب ياقوت (ج٢ /ص ٢٢٣) يقول : قال أبو سعد : حجر بالضم ـ اسم موضع باليمن ، إليه ينسب أحمد بن علي الهذلي الحجري ، وأطال في حجر اليمامة ، وهي غير الّتي نحن بسبيلها ، وهي عاصمة نجد ، واسمها اليوم : الرياض ، وإليها الإشارة بقول عروة بن حزام في نونيّته المشهورة في (الأغاني)ص٢٤ / ص١٢٢ من الطّويل:
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه
وعرّاف حجر إن هما شفياني
-------------------------------‐---------------
وجاء في (صبح الأعشى) (ج٥ / ص٥٩) :-
قال ، ومن بلاد اليمامة حجر ، بفتح الحاء وسكون الجيم وراء مهملة في الآخر ..
وهي في الغرب عن مدينة اليمامة ، على مرحلتين منها ، وبعضهم يجعلها قاعدة اليمامة. وبها قبور الشّهداء الّذين قتلوا في حرب مسيلمة الكذاب ....
وقال الطّيّب بامخرمة :-
وحجر بفتح ثم سكون ، قال القاضي مسعود : وهذا الاسم مشترك بين موضعين أحدهما حجر علوان ، وهو واد باليمن فيه قرى وحصون وطيّب الماء والهواء والتربة ..
والثّاني حجر ابن دغّار الكندي وهو كثير المياه والنخيل ، له غيال لا تنقطع ، وهي وخيمة جدّا بضدّ الأولى.
وهو صقع واسع (١) كثير المياه والنّخيل. ومن مدنه كنينة ومحمدة ويون (٢).
ومن نواحيه الخصبة : المكان المسمّى بالصّدارة وفيه نحو مئة عين نضّاخة ولا يزال آل أحمد بن هادي الواحدي يدّعون لهم حقوقا فيه ، فلم تسمع لهم دعوى...
------- توضيح للاصل👆👆:-
(١) الصّقع : بالضّم ، النّاحية.
(٢) وقد وصف صاحب «الشامل» وادي حجر وشعابه ومدنه وقراه (ص ٧٦ ـ ٨٣). وذكر : أنّ الجائي من فوّة إلى حجر يأتي أوّلا إلى وادي يون ، وهي بلدة قديمة بها آثار وقبور قديمة العهد ، والمسافة بين يون وكنينة مسيرة يوم ، ثم يسير الرّاكب في وادي عود مغرّبا إلى وادي فحمة ، وينعرج إلى الجنوب الغربي فتأتيه بلدة محمدة بكسر الميمين وسكون الحاء....
--------------------------------------------
وفي غربي حجر جبال فيها المكان المعروف بصيق العجر ، وهو الذي قتل فيه السلطان عبود بن سالم الكثيري غدرا ، وقتله أحد آل خليفة وكان خفيرا (٢) معه بجعالة (٣) وقعت له من جانب القعيطي ، حسبما سيفصل لكم في قسم الأصل ..
وفي شماله لبنة بارشيد ، بأعلى الجبل الذي ينهر إلى حجر ، وهي الحدّ الفاصل ما بين الدّيّن ونوّح.
ومن ورائها ريدة الدّيّن وسيبان وجبال دوعن وجبال نعمان.
وفي شعر الإمام إبراهيم بن قيس الإباضيّ وهو من أهل القرن الخامس ذكر كثير لابن دغّار المنسوب إليه هذا الوادي ، منه قولهمن الطّويل) :-
سيعلم دغّار ابن أحمد والفتى
سلالة مهديّ وكلّ مخالف
إذا نزل المستنصرون بجحفل
يهزون بيضا كالبروق الخواطف
👆👆👆👆
وعلل ابن عبيدلاه عليه ص٩٥ ، وقال : الظّاهر أنّه أبو حجر الّذي ينسب إليه هذا الوادي.
وانه في مسودة بقلم ضعيف : إن بلاد مدورة الواقعة بين لازم والسور كانت بلادا قوية معمورة.
أما ملوكها فهم : ابن دغار ، وبابقي ، والصيعر ، وابن دخياخ.
وأما سوقتها فهم : باصفّار ، و بامحفوظ ، وآل شحبل .
ثم لما طغوا سلّط الله عليهم النهدي ، وأتى لهم بابن سهل من القبلة ، فدمروها تدميرا ، وهرب ابن دغار وباقي أهلها ، وسكنوا خرايت سباي ، فسلط الله عليهم الجوهي وطردهم ، فانتقل ابن دغار إلى حجر ، واستولى على باحوته وباحيوته ، واتخذها له موطنا.ثم جاء مركب من مسيطبة إلى حصن الغراب فمات ربانه ، فأخذه ابن دغار ، واتخذ المسيطبة الذين به عسكرا ، فهؤلاء الحجور من ذرية أولئك.
ثم إن ابن دغار قهر الدّيّن و المشاجرة ، وأخذ منهم العشور ، وملك دوعن وطغى ، فتقلص ملكه من دوعن ، ولما أيقن بالزوال .. وختم الأنهار بالأخشاب ثم بالرصاص الكثير المذاب.
وكان الذي خلفه على الرشيد وطائفة من دوعن : آل بالحمان.
وتاريخ زوال ملكه عن دوعن حسبما يفهم من تلك المسوّدة في حدود سنة (٧٨٢ هجريه).
وعن بارضوان عن في كتاب(شجرة الأنساب) لأبي الحسن الأشعري :(أن بني دغار بمدورة)
____ توضيح للاصل👆👆:-
(١) نضاخة : فوّارة ، كثيرة المياه.
(٢) الخفير : الحارس.
(٣) الجعالة : ما يعطى للإنسان على فعل شيء.
---------------------------------------------
وفي ترجمة الشيخ مبارز بن غانم الزبيدي (ج٢) من كتاب طبقات الشرجي (ص٢٦٣ ـ ص٢٦٤) :-
أنه انتقل إلى حجر وهي جهة متسعة ، تشتمل على قرى ومزارع ، خرج منها جماعة من الصالحين وابتنى بها رباطا لم يزل به حتّى مات هناك ، وقبره مشهور.
وكانت وفاته حسبما يفهم من السياق في العقد (٣) الثامن من المئة السابعة .
وهذا الاسم وإن كان مشتركا بين حجر علوان وحجر ابن دغار ، فهو إلى الثاني أقرب ، لأن انتقال الشيخ مبارز إليها كان من عند الشيخ أحمد بن أبي الجعد بأبين ، وهي إلى هذه أدنى ، ثم أخبرني من أثق به أن حجر علوان في قعطبة على مقربة من الضالع وأبين .. فهو المراد إذن ، والله أعلم.
وبعد أن تقلّص ملك ابن دغار من دوعن .. وذهت أسبابه في حجر ، ولم يزل في التلاشي حتى اضمحل ملكهم ، وبقيت منهم فرقتان يقال لإحداهما : آل فارس ، ويسكنون الآن في ميفع ، لايزيد عددهم عن خمسة عشر رجلا منهم : الشيخ سعيد بن طالب والأخرى : آل ابن يمين ، وعدتهم نحو ثلاثين رجلا ويسكنون قرية صغيرة ، تبعد خمسة أميال عن جول باخيوة ، ويقال لها الحسين...
المرجع(كتاب ابن عبيدالاه ص٩٦)
____ توضيح للاصل👆👆:-
(٢) هو بضم الزاي ، نسبة إلى القبيلة المشهورة لا إلى البلدة.
(٣) العقد : عشر سنوات ، أي في سنة ست مئة ونيّف وسبعين.
---------------------------------------------
كما ذكر ابن عبيدلاه من بعد صفحة١٠٠ :-
قال، وبعدما اشترى السلطان غالب بن عوض القعيطي أرض ميفع بالنيابة عن أبيه ، اشتد طمعه في حجر ، إلّا أنها تمنعت عليه بعقبة كأداء (٣) لا طريق لها إلّا منها ، فكلّما أرسل القعيطي بجيش ..
فكمنوا له في مخارمها فأبادوه أو كسروه على الأقلّ حتّى لقد جهز لهم ثلاثة آلاف مقاتل بزادهم وعتادهم ، فلما كادوا يتسنمون تلك العقبة ، وأيقنوا بالظفر ..
وسيروا بالكتب إلى السطان غالب بن عوض ، فأمر بإطلاق المدافع ورفع شارات الأفراح ، ولكن نوّح غدرت بهم ، فتداعت عليهم وهزمتهم ، وقتلت ثلاثين ، وأسرت ثلاثين ، وفر الباقون ، وكانت معداتهم غنيمة لنوّح.
وفي ذلك يقول شاعرهم :
يا حجر ريضي وارقبي واستامني
ما داموا اصحابش يديرون النّقوس
إلا ان بغيتي اليافعي من خاطرش
أنا عليّ العقد وامسي له عروس
والمراد بالنقوس 👈(البارود).
ولما لم يكن لهم ذرع بالمطاولة ، وكان السلطان عوض قوي العزيمة ، شديد الشكيمة ، لا تنفسخ له نية من هزيمة ..
وأخذ يوالي الزحوف ، ويبذل الألوف (١) ، ويشتري ما يقدر عليه من الضمائر بواسطة السادة ، حتى انقطعت أسباب نوّح ، وتعطلت معايشهم ، فنجعوا لتحكيم السيد حسين بن أحمد العطّاس صاحب عمد والسيد أحمد بن حسن العطّاس صاحب حريضة (٢).
وفي ذي القعدة من سنة ١٣٢٨ هجريه توجه السيدان وكان الأول محمولا على الأعناق لضعفه وكبر سنه .
فحكما بأن جميع وادي حجر ونواحيه ، كنينة ومحمدة ويون وما تعلّق بها يكون تحت سلطنة السلطان عوض بن عمر وأولاده غالب وعمر وصالح وما تناسلوا.
فلهم سلطان الأرض ، ولنوّح إعفاء أموالهم الخاصة من جميع الرسوم الدولية ، فلا عشور ولا مكوس (١) عليهم ، ولا على مناصبهم : آل البيتي ، وآل العطّاس ، وآل باراس ، وآل الشاطري ، وبافقيه ، وباعلوي ، وابن مالك.
وعلى أن يبقى عشور الشيخ سعيد بن عيسى العمودي بحجر على حاله (٢).
وعلى قبائل نوّح أن يضعوا رهائن من أولادهم للوفاء بذلك من كل قبيلة ، وهم : بامسعود ، وبافقاس ، وبادبيان ، وبارشيد ، وهذه هي أقوى قبائلهم ، وفيها رئاستهم العامة (٣).
وعلى أن تكون الرهائن بنسبة القبائل كثرة وقلة.
وكتب بينهم في ذلك عدة وثائق موجودة بنصها في الأصل (ج ٢ / ص٢٦٥ ـص٢٦٩)
وبتمام الأمر انتهت البشارة إلى السلطان عوض وهو على فراش الموت ، فقرت عينه ، ولم يسلم روحه لبارئها إلا مثلوج الصدر من جهة حجر ، بارد الفؤاد.
وكان اهتمامه بها يشغل أكبر موضع من باله ، حتى لقد قال في حجه وهو متعلق بأستار الكعبة في سنة ١٣١٧ هجريه بحسب ما ذكر ذلك السيد حسين بن حامد المحضار ـ : أتوب إليك يا رب من كل ذنب ، إلّا من حجر وحضرموت (٤).
ولآل حجر عوارض قوية في الأشعار العامية ..
وذكر السيد حسين بن حامد المحضار بأنها كثيرا ما تحصل المهادنات بينهم أثناء الحرب فيتبادلون الزيارات بين الأراجيز ودوي البنادق ، وإن كان الواحد ليرتجل العشرين بيتا فلا يرتجزون إلّا بالأخير منها...
‐-------- توضيح للاصل👆👆:-
(١) المكوس : الضرائب.
(٢) قال في كتاب الشامل (ص ٧٩) عند ذكره الموضع المسمى : جول باحيوة قال : وإليه يأتي عامل الشيخ العمودي والي بضه ، فيستلم ربع العشور من التمر ، وكان ذلك مستمرا يورد لزاوية الشيخ سعيد بن عيسى العمودي الولي الصالح المشهور..
(٣) وكان رئيس القبائل في الصلح المذكور هو الشيخ عبد الله بن أحمد الحاج.
(٤) زاد في كتاب بضائع التابوت (ج٢ /ص٢٦٤) قوله : فإنه لا بد لي منهما .. وقال المصنف معقبا : فكان في ذلك كما قال أخو عامر وهو ممسك بوسائل البيت :
أتوب إليك يا رحمن مما
جنيت فقد تكاثرت الذنوب
وأما من هوى ليلى وحبي
زيارتها فإنّي لا أتوب
-------- توضيح للاصل 👆👆:-
(١) السيد عبد الرحمن هذا توفي في مطلع القرن العاشر.
(٢) والآيات المشار إليها في سورة الشعراء هي اية (١٤٧ ـ ١٤٩).
(٣) كأداء : شاقة.
-----------------------------------------------
ومن أشعارهم الدالة على الإباء :
قول أحدهم (١) :
والقعيطي نطح بالراس لما انكسر
جاه خنتوب من حرب النمر في صنيفه
والله إن عشا نوّح ومبقى ضحاهم
حاملين البنادق والمقاصّ اللطيفه
واللقا والوفا والوعد لى راس حوته
بانعارضه بانلقي حراوه وضيفه
لو يقع من مئة مقتول في قبر واحد
والنبي ما التوى يده لعقد الشريفه
فبقيت من هذا حزازة في نفس السيد حسين بن حامد ، لم يستطع أن ينفث بما يشفي صدره في جوابها إلا ليلة دخولهم إلى المكلا بعد إبرام المعاهدات ، فقال :
قالوا لي اليوم الشريفه وكّلت
من بعد ما غلبت وصاليها غلب
بيدي عوادي شاربين المسكره
حملوا على (حوته) وخلفوا في السّلب
و (حوتة) : هي العقبة الكأداء التي أعجزتهم عن أخذها عنوة (٢) ، ولكن طفقوا يفتلون في الذرى والغوارب (٣) حتى وطؤوا أكنافهم بالبذل ، ولهذا أجابه بعضهم قبل أن يبلع الريق ، ومعناه : لم تنفعك الأسلحة ولا الرجال ، وإنّما نفعك ما بذلته من المال ، وكادوا يتواثبون إثر تلك المراجعات بالأراجيز الحارة ، ولكن هدأهم المناصب.
وذكر السيد حسين بن حامد :
أنه قال في إحدى مراجزه لهم في هدنة ذات الأيام :
يا حجر بن دغار ماشي معذره
لو بانرادف في المقابر من ثنين
إن عاد شي تركوب والّا تبصره
والّا مع الله بالمطابق والكبين
فأجابه أحدهم ـ لا عن ذلّ ، ولكن خضع الجناح شيئا بما جبلوا عليه من كرم الضيافة ـ فقال :
حيا وسهلا بالوجيه الزاهره
بالسيد المحضار بن حامد حسين
أنتوا وصلتوا والبشاره ظاهره
والزين يخرج منه الّا كلّ زين
فقال : فأخجلني بهذا اللطف لأني نزيلهم على ضيافتهم ، مع أنه لم يخضع صريحا ، لا سيما والبشارة محتملة للطرفين ، والمساجلات التي بينهم تدخل في جزء وعلى ألسنة الرواة منها الشيء الكثير (١).
وقال الشيخ المشهور في كتاب شمس الظهيرة (ج١ /ص ٢١٥):-
وللسيد أبي بكر البيتي ابن إبراهيم بن السقاف عقب منتشر بحجر وكنينة ومحمدة) (٢).
وفيها أيضاخ أنّ للسيد أبي نمي بن عبد الله بن شيخ بن علي المندرج أعقابا بكنينة ويون (٣).
______توضيح للاصل👆👆:-
(١) ومن أراجيز السّيّد حسين بن حامد لمّا قدم السادة آل العطّاس للصلح بين نوّح والقعيطي :
الليلة العطاس جا بالنوّحي
مقضي ومرضي بعد ضراب التلام
ولعاد بااتكلم ولا باقول شي
مقبول عندي كل ما قاله تمام
(٢) ومن علماء السادة آل البيتي هؤلاء : القاضي الفقيه السيد محمد رشاد بن أحمد بن عبد الرحمن بن شيخ بن عبد الرحمن بن محمد بن شيخ بن عبد الرحمن بن شيخ بن إسماعيل بن أبي بكر البيتي ... إلى آخر النسب. ولد بكنينة في ٢٠ رمضان سنة ١٣٤٤ هجريه ، وتوفي والده بمحمده وعمره ١١ سنة ، وطلب العلم ببلده ، وتخرج بالفقيه محمد بن عوض العمودي ، وتخرج في القضاء بالسيد محسن بونمي ، وله شيوخ عدة ، وآثار علمية .
ومنهم : السيد العلامة القاضي : أحمد الغزالي بن محمد المشهور البيتي ، ولد بكنينة ، وطلب العلم ، ثم تولى القضاء في حجر ، وانتقل بعد ذلك إلى عمان ، وهو صهر العلامة السيد حامد الجيلاني في الخريبة ، وهو من شيوخ القاضي محمد رشاد ، وتوفي سنة ١٣٨٠ هجريه تقريبا.
(٣) صوابه : أبو نمي بن شيخ بن علي بن عبد الله وطب. وفي كتاب المعجم اللّطيف(ص ١٠٨ ـ ١٠٩) : أن الذي لقب بالشاطري من آل أبي نمي هو : السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمود بن محمد بن
توضيح للاصل 👆👆 ...
(١) واسمه : عمر بامحمد بامهدي (بامزاود) ، من البادبيّان.
(٢) لمعرفة موقع عقبة حوتة جغرافيّا .. ينظر الوصف الدّقيق الذي أورده صاحب كتاب الشامل (ص ٧٨).
وهي الطّريق الوحيد لمريد الوصول إلى المكلّا من حجر .. كما في كتاب بضائع التابوت. ووقعة حوتة التاريخية تنظر في كتاب الشّامل (ص ٦٤).
(٣) الذّرى : أعالي كلّ شيء. الغوارب : أعالي الموج. والمعنى : أنّهم يحيكون المكائد ويؤججون الفتن حتى انصاع لهم ما يريدون.
--- انتهى.....
والله الموفق للصواب ..
بحث وتحقيق كتبه
محمد بن عمر الجابري🖊mo
#افضل_باحث_في_تاريخ_حضرموت
جميع حقوق الباحث محفوظه وعرضه للمسائله القانونيه
إرسال تعليق